البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَمَسَخۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمۡ فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ مُضِيّٗا وَلَا يَرۡجِعُونَ} (67)

المسخ : تحويل من صورة إلى صورة منكرة .

قال ابن عباس : { لمسخناهم } قردة وخنازير ، كما تقدم في بني إسرائيل ؛ وقيل حجارة .

وقال الحسن ، وقتادة ، وجماعة : لأقعدناهم وأزمناهم ، فلا يستطيعون تصرفاً .

والظاهر أن هذا لو كان يكون في الدنيا .

وقال ابن سلام : هذا التوعد كله يوم القيامة .

وقرأ الحسن : { على مكانتهم } ، بالافراد ، وهي المكان ، كالمقامة والمقام .

وقرأ الجمهور ، وأبو بكر : بالجمع .

والجمهور : { مضياً } ، بضم الميم : وأبو حيوة ، وأحمد بن جبير الأنطاكي عن الكسائي : بكسرها اتباعا لحركة الضاد ، كالعتبى والقتبى ، وزنه فعول .

التقت واو ساكنة وياء ، فأبدلت الواو ياء ، وأدغمت في الياء ، وكسر ما قبلها لتصح الياء .

وقرىء : مضياً ، بفتح الميم ، فيكون من المصادر التي جاءت على فعيل ، كالرسيم والوجيف .