السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَمَسَخۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمۡ فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ مُضِيّٗا وَلَا يَرۡجِعُونَ} (67)

ولما كان هذا كله مع القدرة على الحركة قال تعالى : { ولو نشاء } أي : مسخهم { لمسخناهم } أي : حولناهم عن تلك الحالة فجعلناهم حجارة أو جعلناهم قردة وخنازير .

ولما كان المقصود من المفاجأة بهذه المصائب بيان أنه سبحانه لا كلفة عليه في شيء من ذلك قال تعالى { على مكانتهم } أي : المكان الذي كان قبل المسخ كل شخص منهم شاغلاً له بجلوس أو قيام أو غيره في ذلك الموضع خاصة قبل أن يتحرك منه ، وقرأ شعبة بألف بعد النون على الجمع ، والباقون بغير ألف على الإفراد { فما استطاعوا } أي : بأنفسهم بنوع معالجة { مضيا } أي : إلى جهة من الجهات ثم عطف على جملة الشرط قوله تعالى { ولا يرجعون } أي : يتجدد لهم بوجه من الوجوه رجوع إلى حالتهم التي كانت قبل المسخ دلالة على أن هذه الأمور حق لا كما يقولون من أنها خيال وسحر قيل : لا يقدرون على ذهاب ولا رجوع .