غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ} (27)

24

{ ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض } أي ظلم بعضهم بعضاً وعصوا الله . وهذه ليست بقضية كلية دائمة ولكنها أكثرية ، فإن المال معين قوي على تحصيل المطالب ودفع ما لا يلائم النفس ، وإذا كانت الآلة موجودة وداعية الشر في طبع الإنسان مجبولة فقلما لا يقع مقتضاه في الخارج وأيضاً إن أكثر الناس إنما يخدم مثله ويتسخره طمعاً في ماله أو جاهه التابع للمال غالباً ، فهو تساويا في المال استنكف كل منهما من الانقياد لصاحبه فارتفعت رابطة التعاون وانقطعت سلسلة التمدن ، وقيل : إن الآية نزلت في العرب كانوا إذا أخصبوا تحاربوا وأغار بعضهم على بعض ولبعضهم شعر :

قوم إذا نبت الربيع بأرضهم *** نبتت عداوتهم مع البقل

وقال محمد بن جرير : نزلت في أصحاب الصفة تمنوا سعة الرزق والغنى . وقوله { بقدر } أي على قدر المصلحة ووفق حال الشخص كقوله { وما ننزله إلا بقدر معلوم } [ الحجر : 21 ]

/خ24