ثم قال تعالى : { وجعلوا له من عباده جزءا } يعني : ما أضاف المشركون إلى الله جل ذكره من البنات تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
ومعنى { وجعلوا } ( ها هنا{[61292]} : ) قالوا ووصفوا ، وهو قولهم : الملائكة بناتب الله سبحانه وتعالى ، قاله مجاهد والسدي{[61293]} .
قال قتادة : الجزء هنا : العدل ، أي : جعل له{[61294]} المشركون عدلا ، وهي الأصنام{[61295]} .
وقال عطاء : جزءا ، أي : نصيبا ، شريكا وهو قول الضحاك والربيع بن أنس ، وهو معنى قول ابن عباس{[61296]} . وقال زيد بن أسلم : هي الأصنام{[61297]} .
وذكر الزجاج أن الجزء هنا : البنات وأنشد{[61298]} :
إن أَجْزَتْ{[61299]} ( حُرَّّة ){[61300]} يوما فلا عجب *** قد ( تُجْزيءُ الحرة المِذْكار أحيانا{[61301]}
أي : إن ولدت إناثا{[61302]} .
وقال المبرد{[61303]} : الجزء : البنت{[61304]} .
وقوله تعالى بعد الآية : { أم اتخذ مما يخلق بنات } وقوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا }[ 18 ] يدل على صحة قول مجاهد والسدي .
وقوله : { إن الإنسان لكفور مبين } أي : إن الإنسان لجحود لنعم ربه ، يتبين{[61305]} كفرانه للنعم لمن تأمله بفكر{[61306]} قلبه ، وتدبر{[61307]} حاله . وهو هنا{[61308]} الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.