فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ} (15)

ثم رجع سبحانه إلى ذكر الكفار الذين تقدّم ذكرهم ، فقال : { وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءا } قال قتادة : أي عدلاً ، يعني : ما عبد من دون الله . وقال الزجاج والمبرد : الجزء هنا : البنات ، والجزء عند أهل العربية : البنات ، يقال : قد أجزأت المرأة : إذا ولدت البنات ، ومنه قول الشاعر :

إن أجزأت حرّة يوماً فلا عجب *** قد تجزىء الحرّة المذكار أحياناً

وقد جعل صاحب الكشاف تفسير الجزء بالبنات من بدع التفسير ، وصرح بأنه مكذوب على العرب . ويجاب عنه بأنه قد رواه الزجاج والمبرد ، وهما إماما اللغة العربية وحافظاها ومن إليهما المنتهى في معرفتها ، ويؤيد تفسير الجزء بالبنات ما سيأتي من قوله : { أَمِ اتخذ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } .

/خ20