الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ} (15)

{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } متصل بقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } [ الزخرف : 9 ] أي : ولئن سألتهم عن خالق السموات والأرض ليعترفن به ، وقد جعلوا له مع ذلك الاعتراف من عباده جزءاً فوصفوه بصفات المخلوقين . ومعنى { مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } أن قالوا الملائكة بنات الله ، فجعلوهم جزءاً له وبعضاً منه ، كما يكون الولد بضعة من والده وجزءاً له . ومن بدع التفاسير : تفسير الجزء بالإناث ، وادعاء أنّ الجزء في لغة العرب : اسم للإناث ، وما هو إلا كذب على العرب ، ووضع مستحدث منحول ، ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه : أجزأت المرأة ، ثم صنعوا بيتاً وبيتاً :

إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْماً فَلاَ عَجَب *** زُوِّجْتُهَا مِنْ بَنَاتِ الأَوْسِ مُجْزِئَةً

وقرىء «جزؤوا » بضمتين { لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } لجحود للنعمة ظاهر جحوده ؛ لأنّ نسبة الولد إليه كفر ، والكفر أصل الكفران كله .