السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ} (15)

ولما قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } بين أنهم مع إقرارهم بذلك جعلوا له من عباده جزءا كما قال تعالى : { وجعلوا له من عباده } الذين أبدعهم كما أبدع غيرهم { جزءًا } أي : ولداً هو لحصرهم في الأنثى أحد قسمي الأولاد ، وكل ولد فهو جزء من والده قال صلى الله عليه وسلم : «فاطمة بضعة مني » ، ومن كان له جزء كان محتاجاً فلم يكن إلهاً وذلك لقولهم : الملائكة بنات الله فثبت بذلك طيش عقولهم وسخافة آرائهم ، وقرأ شعبة : بضم الزاي والباقون بسكونها وهما لغتان وإذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة إلى الزاي .

ولما كان هذا في غاية الغلط من الكفر قال مؤكداً لإنكارهم أن يكون كفراً { إن الإنسان } أي : هذا النوع الذي هو بعضه { لكفور مبين } أي : بين الكفر في نفسه مناد عليها بالكفر .