غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ} (3)

1

{ الذي خلق سبع سموات طباقاً } أي ذات طباق أو طوبقت طباقاً أو هو وصف بالمصدر مبالغة أي مطابقة بعضها فوق بعض ، من طابق النعل إذا طار طارقها . ثم أشار إلى أنها محكمة متقنة بقوله { ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت } أو تفوّت قال الفراء : وهما واحد ، ومعناه يرجع إلى عدم التناسب والنظام بحيث يقول الناظر الفهم لو كان كذا لكان أحسن ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل راءٍ . والأصل ما ترى فيهن ، فعدل إلى العبارة الموجودة تعظيماً لخلقهن وتنبيهاً على أنه سبب تناسبهن كقوله " خلق الرحمن " .

فلو علم للمكلفين أنفع من هذا الخلق لفعل . وفسر بعضهم التفاوت بالفطور لقوله { هل ترى من فطور } أي صدوع وشقوق وخروق وفتور ، كل هذه من عبارات المفسرين وهو كقوله في أول " ق " { وما لها من فروج } .

[ ق :4 ] وإنما أمر برجع البصر لأن النظرة الأولى حمقاء .

/خ30