غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ} (6)

1

واعترض بأنه لا يطابق قصة عاد فأهلكوا بريح . ويمكن أن يجاب بأن السبب الفاعلي والسبب الآلي كلاهما يشتركان في مطلق السببية ، وهذا القدر من المناسبة كافٍ في الطباق وعلى هذا القول يحتمل أن تكون الطاغية صفة موصوف أي بشؤم الفرقة الطاغية التي تواطأت على عقر الناقة . ويجوز أن يراد بها عاقر الناقة وحده والتاء للمبالغة . الصرصر الشديد الصوت أو الكثير سميت عاتية بشدة عصوفها . قال جار الله : العتو استعارة قلت : لأنه مستعمل في مجاوزة الإنسان حد الطاعة والانقياد . قال عطاء عن ابن عباس : يريد أن الريح عتت على عاد فما قدروا على ردها بحيلة من استتار ببيت واستناد إلى جبل ، فإنها كانت تزعجهم من مكانهم . قال الكلبي : عتت على خزانها كما جاء في الحديث " ما أرسل الله من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من مطر إلا بمكيال إلا يوم نوح ويوم عاد ، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان والريح يوم عاد عتت على الخزان فلم يكن لهم عليها سبيل " وقيل : العاتية من عتا النبت أي بلغ منتهاه وجف قال تعالى { وقد بلغت من الكبر عتياً } [ مريم :8 ] أي ريح بالغة منتهاها في الشدة والقوة .

/خ52