غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ} (48)

1

ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر ونهاه عن الضجر في أمر التبليغ كحال يونس عليه السلام وقد تقدم مراراً . قال بعض العلماء : معنى قوله { كصاحب الحوت } أنه كان في ذلك الوقت مكظوماً أي مملوءاً من الغيظ فكأنه قيل : لا تكن مكظوماً أولا يوجد منك ما وجد منه من الضجر والمغاضبة . وقال جمع من المفسرين : أن الآية نزلت بأحد حين حل بالمؤمنين ما حل فأراد أن يدعو على من انهزم . وقيل : نزلت حين أراد أن يدعو على ثقيف والنعمة التي تداركت يونس أي التحقت به وسدت خلته هي النبوة أو عبادته السابقة ، أو قوله في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ، وهذه النعمة التوبة بالحقيقة .

/خ51