غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

1

{ سخرها } أي سلطها بدليل { عليهم } وقال الزجاج : أقامها وقيل : أرسلها . قوله { حسوماً } جمع حاسم كشهود جمع شاهد . والتركيب يدور على القطع والاستئصال ومنه الحسام لأنه يحسم العدو عما يريد من بلوغ أمله ، وذلك أن تلك الريح حسمت كل خير واستأصلت كل بركة . وقيل : إنها تتابعت من غير فتور ولا انقطاع حتى أتت عليهم ، فمثل تتابعها بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء مرة بعد أخرى إلى أن ينحسم . ويجوز أن يكون { حسوماً } مصدراً كالدخول والخروج وعلى هذا انتصب بفعل مضمر أي يستأصل استئصالاً ، أو يكون وصفاً بالمصدر أي ذات حسوم ، أو مفعولاً له ، وقيل : هي أيام العجوز وذلك أن عجوزاً من عاد توارت في سرب فانتزعتها الريح في اليوم الثامن فأهلكتها . والصحيح أنها أيام العجز وهي آخر الشتاء وأساميها . الصن والصنبر والوبر والآمر والمؤتمر والمعلل ومطفئ الجمر . وقيل : ومكفئ الظعن . والضمير في { فيها } للجهات أو الليالي والأيام الخاوية الساقطة . وقيل : الخاوية لأن الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم ، وعلى هذا يحتمل أن تكون الخاوية بمعنى البالية لأن النخل إذا بليت خلت أجوافها والباقية مصدر . وقيل : من نفس باقية : قال ابن جريج : كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله ، فلما كان اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر فذلك قوله : { فهل ترى لهم من باقية } .

/خ52