ثم قال تعالى : ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ) .
أي بريح شديدة العصوف مع شدة بردها {[69936]} .
قال ابن عباس : ( عاتية ) : أي : " مهلكة باردة عنت عليهم بغير رحمة ولا بركة ( دائمة ) {[69937]}لا تفتر " {[69938]} .
قال قتادة : " الصرصر : الباردة ، عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم {[69939]} . قال ابن عباس : ما أرسل الله من ريح قط إلا بمكيال ، ولا أنزل قطرة إلا بمثقال إلا يوم نوح وعاد ، فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ، ثم قرأ : ( إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ) {[69940]} ، قال : وإن الريح عتت على خزانها فلم يكن [ لهم ] {[69941]} [ عليها ] {[69942]} من سبيل {[69943]} ، وقرأ : ( بريح صرصر عاتية ) {[69944]} .
وقال علي بن أبي طالب : لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي ملك ، فما كان يوم نوح أذن للماء دون الخزان ، فطغى الماء على الجبال فخرج ، فذلك قوله : ( إنا لما طغا الماء حملنكم في الجارية ) {[69945]} ، ولم ينزل شيء من الريح إلا بمكيال على يدي ملك إلا يوم عاد ، فإنه أذن لها دون الخزان ، فخرجت فذلك قوله : ( بريح صرصر عاتية ) عتت على الخزان {[69946]} .
قال ابن زيد : " الصرصر[ الشديدة ] {[69947]} ، والعاتية : القاهرة التي عتت عليهم فقهرتهم " {[69948]} .
قال الضحاك : ( بريح صرصر ) يعني : باردة ، ( عاتية ) يعني {[69949]} : عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة {[69950]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.