الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ} (6)

ثم قال تعالى : ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ) .

أي بريح شديدة العصوف مع شدة بردها {[69936]} .

قال ابن عباس : ( عاتية ) : أي : " مهلكة باردة عنت عليهم بغير رحمة ولا بركة ( دائمة ) {[69937]}لا تفتر " {[69938]} .

قال قتادة : " الصرصر : الباردة ، عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم {[69939]} . قال ابن عباس : ما أرسل الله من ريح قط إلا بمكيال ، ولا أنزل قطرة إلا بمثقال إلا يوم نوح وعاد ، فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ، ثم قرأ : ( إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ) {[69940]} ، قال : وإن الريح عتت على خزانها فلم يكن [ لهم ] {[69941]} [ عليها ] {[69942]} من سبيل {[69943]} ، وقرأ : ( بريح صرصر عاتية ) {[69944]} .

وقال علي بن أبي طالب : لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي ملك ، فما كان يوم نوح أذن للماء دون الخزان ، فطغى الماء على الجبال فخرج ، فذلك قوله : ( إنا لما طغا الماء حملنكم في الجارية ) {[69945]} ، ولم ينزل شيء من الريح إلا بمكيال على يدي ملك إلا يوم عاد ، فإنه أذن لها دون الخزان ، فخرجت فذلك قوله : ( بريح صرصر عاتية ) عتت على الخزان {[69946]} .

قال ابن زيد : " الصرصر[ الشديدة ] {[69947]} ، والعاتية : القاهرة التي عتت عليهم فقهرتهم " {[69948]} .

قال الضحاك : ( بريح صرصر ) يعني : باردة ، ( عاتية ) يعني {[69949]} : عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة {[69950]} .


[69936]:- انظر: جامع البيان 29/49
[69937]:-ساقط من أ.
[69938]:-انظر المصدر السابق.
[69939]:- المصدر السابق 29/50 وتفسير ابن كثير 4/440, والدر 8/264.
[69940]:- الحاقة:10, وسيأتي تفسيرها.
[69941]:-ساقط من م. وفي أ: لها.
[69942]:-م: عليهم.
[69943]:-ساقط من أ, ث.
[69944]:- جامع البيان 29/50, والدر 8/264, والحبائك 115 وذكر فيه نحوه عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
[69945]:- الحاقة: 10.
[69946]:- انظر: جامع البيان 29/50, والدر 8/262.
[69947]:- م: التشديد.
[69948]:- جامع البيان 29/50, وفيه عن مجاهد:" صرصر, قال شديدة".
[69949]:-ساقط من أ.
[69950]:- انظر :جامع البيان 29/50, وتفسير ابن كثير 4/446.