غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالُواْ مَهۡمَا تَأۡتِنَا بِهِۦ مِنۡ ءَايَةٖ لِّتَسۡحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} (132)

127

وكما حكي عنهم أنهم لجهلهم أسندوا حوادث هذا العالم لا إلى قضاء الله وقدره كذلك حكى عنهم أنهم لجهلهم وسفههم لم يميزوا بين المعجزات والسحر قالوا لنبيهم { مهما تأتنا به } الآية وفي «مهما » قولان : فعن البصريين أن أصلها ما الشرطية زيدت عليها «ما » المؤكدة إلابهاميه ثم كرهوا التكرار فجعلوا الألف من الأولى هاء . وعن الكسائي أن «مه » بمعنى «أكفف » و «ما » للشرط كأنه قيل : كف ما تأتنا به . ومحل «مهما » الرفع بمعنى أيما شيء تأتنا به أو النصب بمعنى أي شيء تحضرنا تأتنا به . { ومن آية } بيان لمهما والضمير في «به » وكذا في «بها » يعود إلى «مهما » لأن البيان كالزيادة فلا يعود إليه شيء ما أمكن العود إلى المبين إلا أن الضمير ذكّر تارة حملاً على اللفظ وأنّث أخرى حملاً على المعنى . وسموها آية تهكماً إذ لو قالوا ذلك اعتقاداً لم يردفوها بقولهم { لتسحرنا بها } وبقولهم { فما نحن لك بمؤمنين } .