ثم بين ما فعله بالمحقين بعد إهلاك المبطلين فقال { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون } بقتل الأبناء واستحياء النساء والاستخدام في الأعمال الشاقة { مشارق الأرض ومغاربها } يعني أرض مصر والشام لأنها هي التي كانت تحت تصرف فرعون . وقوله { التي باركنا فيها } أي بالخصب وسعة الأرزاق وذلك لا يليق إلا بأرض الشام . وقيل : المراد جملة الأرض لأنه خرج من بني إسرائيل من ملك جملتها كداود وسليمان { وتمت كلمة ربك الحسنى } تأنيث الأحسن صفة للكلمة . قيل : يريد بالكلمة قوله في سورة القصص { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة } [ القصص : 5 ] إلى تمام الآيتين . ومعنى { تمت } مضت واستمرت من قولك تم على الأمر إذا مضى عليه . وقيل : معنى تمام الكلمة الحسنى إنجاز الوعد الذي تقدم بإهلاك عدوّهم واستخلافهم في الأرض ، لأن الوعد بالشيء جعله كالمعلق فإذا حصل الموعود صار تاماً كاملاً { بما صبروا } أي بسبب صبرهم . وفيه أن الصبر عنوان الظفر وضمين بالنصر والفرج { ودمرنا } أي أهلكنا والدمار والهلاك { ما كان يصنع فرعون وقومه } قال ابن عباس : يريد المصانع . وقال غيره : يعني العمارات وبناء القصور . ولعله على العموم فيتناول المعاني والأعيان وما كانوا يعرشون من الجنات كقوله { هو الذي أنشأ جنات معروشات } [ الأنعام : 141 ] وقيل : وما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره ، وهاهنا تمت قصة فرعون والقبط .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.