غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ} (137)

127

ثم بين ما فعله بالمحقين بعد إهلاك المبطلين فقال { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون } بقتل الأبناء واستحياء النساء والاستخدام في الأعمال الشاقة { مشارق الأرض ومغاربها } يعني أرض مصر والشام لأنها هي التي كانت تحت تصرف فرعون . وقوله { التي باركنا فيها } أي بالخصب وسعة الأرزاق وذلك لا يليق إلا بأرض الشام . وقيل : المراد جملة الأرض لأنه خرج من بني إسرائيل من ملك جملتها كداود وسليمان { وتمت كلمة ربك الحسنى } تأنيث الأحسن صفة للكلمة . قيل : يريد بالكلمة قوله في سورة القصص { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة } [ القصص : 5 ] إلى تمام الآيتين . ومعنى { تمت } مضت واستمرت من قولك تم على الأمر إذا مضى عليه . وقيل : معنى تمام الكلمة الحسنى إنجاز الوعد الذي تقدم بإهلاك عدوّهم واستخلافهم في الأرض ، لأن الوعد بالشيء جعله كالمعلق فإذا حصل الموعود صار تاماً كاملاً { بما صبروا } أي بسبب صبرهم . وفيه أن الصبر عنوان الظفر وضمين بالنصر والفرج { ودمرنا } أي أهلكنا والدمار والهلاك { ما كان يصنع فرعون وقومه } قال ابن عباس : يريد المصانع . وقال غيره : يعني العمارات وبناء القصور . ولعله على العموم فيتناول المعاني والأعيان وما كانوا يعرشون من الجنات كقوله { هو الذي أنشأ جنات معروشات } [ الأنعام : 141 ] وقيل : وما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره ، وهاهنا تمت قصة فرعون والقبط .

/خ141