الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ مَهۡمَا تَأۡتِنَا بِهِۦ مِنۡ ءَايَةٖ لِّتَسۡحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} (132)

قوله : { قالوا مهما تاتنا به من آية } إلى : { مجرمين }[ 132-133 ] .

{ مهما } عند الخليل : أصلها " ما " للشرط ، زيدت عليها " ما " للتوكيد{[24900]} ، وأبدل من ألف " ما " الأولى{[24901]} " هاء " {[24902]} .

وقال غيره{[24903]} : الأصل : " مه " بمعنى : اكفف{[24904]} ، و " ما " للشرط بعد ذلك{[24905]} .

وحكى الكوفيون : " مهما " بمعنى : " مهما " {[24906]} .

والمعنى : وقال ( آل{[24907]} ) فرعون لموسى : ما { تاتنا به من آية لتسحرنا بها } ، فنؤمن ( ربك{[24908]} ) ، وندع دين فرعون ، { فما{[24909]} نحن لك بمومنين }{[24910]}[ 132 ] .


[24900]:في الأصل: التوكيد. وفي ج: للتأكيد. وأثبت ما في "ر".
[24901]:في ج: الأول.
[24902]:انظر: الكتاب 3/59، 60، ومعاني القرآن للزجاج 2/369، بلفظ: "زعم بعض النحويين"، وإعراب القرآن للنحاس 2/146، والبيان في غريب القرآن 1/371، بلا نسبة، والتبيان للعكبري 1/590، بلا نسبة، وتفسير القرطبي 7/170، والدر المصون 3/329. قال في مشكل إعراب القرآن 1/299: "قوله: {مهما}، هو حرف للشرط، وأصله: "ما ما"، فـ "ما" الأولى للشرط، والثانية تأكيد، فاستثقل حرفان بلفظ واحد، فأبدلوا من ألف "م" الأولى "ها".
[24903]:الكسائي في تفسير القرطبي 7/170.
[24904]:في الأصل: بمعنى: كفف بإسقاط ألف الوصل.
[24905]:في معاني القرآن للزجاج 2/369: "وقالوا: جائز أن تكون "مه" بمعنى: الكف، كما تقول: "مه" أي: اكفف، وتكون "مه" الثانية للشرط والجزاء، كأنهم قالوا: والله أعلم، اكفف ما تأتينا به من آية". انظر: مشكل إعراب القرآن 1/299، والبيان في غريب إعراب القرآن 1/371، والتبيان للعكبري 1/590، وتفسير القرطبي 7/170، والدر المصون 3/359.
[24906]:وفي إعراب القرآن للنحاس 2/146: "وحكى الكوفيون: "مهما" بمعناه". وأحسبه في ج: مهمن. قال المؤلف في مشكل الإعراب 1/299: "وحكى ابن الأنباري: مهمن يكرمني أكرمه. وقال: الأصل: من يكمرني، "من" الثانية تأكيد بمنزلة "م"، فأبدل من "نون" الأولى "هاء"، كما أبدلوا من ألف "ما" الأولى "هاء" في "مهما"،...".
[24907]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24908]:انظر: المصدر السابق.
[24909]:في الأصل: وما، وهو تحريف.
[24910]:انظر: جامع البيان 13/49.