غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (33)

31

ثم شرع في الجواب عن شبهتهم فقال { وما كان الله ليعذبهم } اللام لتأكيد النفي دلالة على أن تعذيبهم بعذاب الاستئصال والنبي بين أظهرهم غير مستقيم عادة تعظيماً لشأن النبي { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } قال قتادة والسدي : المراد نفي الاستغفار عنهم أي لو كانوا ممن يؤمن ويستغفر من الكفر لما عذبهم . وقيل : اللفظ عام لأن المراد بعضهم وهم الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المستضعفين المؤمنين فهو كقولك : قتل أهل المحلة فلاناً وإنما قتله واحد منهم أو اثنان . وقيل : وصفوا بصفة أولادهم والمعنى وما كان الله معذب هؤلاء الكفار وفي علم الله أنه يكون لهم أولاد يؤمنون بالله ويستغفرونه ، وفي علم الله أن فيهم من يؤل أمره إلى الإيمان كحكيم بن حزام والحرث بن هشام وعدد كثير ممن آمن يوم الفتح وقبله وبعده . وفي الآية دلالة على أن الاستغفار أمان وسلامة من العذاب . قال ابن عباس : كان فيهم أمانان : نبي الله والاستغفار . أما النبي فقد مضى وأما الاستغفار فهو باقٍ إلى يوم القيامة .

/خ40