السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (33)

قال الله تعالى :

{ وما كان الله ليعذبهم } أي : بما سألوه { وأنت فيهم } أي : لأنّ العذاب إذا نزل عمّ ، ولم يعذب أمّة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } أي : وفيهم من يستغفر ، وهم المسلمون بين أظهرهم ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المستضعفين .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كان في هذه الأمّة أمانان أما النبيّ صلى الله عليه وسلم فقد مضى وأمّا الاستغفار فهو كائن فيكم إلى يوم القيامة ، فاللفظ وإن كان عامّاً إلا أنّ المراد بعضهم كما يقال قدم أهل البلدة الفلانية على القتال والمراد بعضهم .