غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (34)

31

ثم بين أنه يعذبهم إذا خرج الرسول من بينهم فقال { ومالهم ألا يعذبهم الله } وأي شيء لهم في انتفاء العذاب عنهم يعني لا حظ لهم في ذلك وهم معذبون لا محالة . قيل : لحقهم هذا العذاب المتوعد به يوم بدر . وقيل : يوم فتح مكة بدليل قوله { وهم يصدون } أي كيف لا يعذبون وحالهم أنهم يصدون عن المسجد الحرام كما صدوا رسول الله عام الحديبية . والأوّلون قالوا : إن إخراجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من الصدّ . وعن ابن عباس أن هذا العذاب عذاب الآخرة والذي نفاه عنهم هو عذاب الدنيا وكانوا يقولون : نحن ولاة البيت والحرم فنصدّ من نشاء وندخل من نشاء فنفى الله استحقاقهم الولاية بقوله { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون } من المسلمين وليس كل مسلم يصلح لذلك فضلاً عن مشرك { ولكن أكثرهم لا يعلمون } كان فيهم من كان يعلم وهو يعاند ويطلب الرياسة . أو أراد بالأكثر الجميع كما يراد بالقلة العدم .

/خ40