غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (44)

41

{ وإذ يريكموهم } يبصركم إياهم { إذ التقيتم في أعينكم قليلاً } نصب على الحال لأن الرؤية رؤية العين لا القلب وقد استوفت الإراءة مفعولية فلن يتعدى إلى ثالث { ويقللكم في أعينهم } الحكمة في تقليل الكفار في أعين المؤمنين ظاهرة مع أن في ذلك تصديقاً لرؤيا النبي ، وأما تقليل المؤمنين في أعين الكفار فالحكمة في ذلك أن يجترئ الكفار عليهم قلة مبالاة بهم وأن يستعدّوا لهم كما ينبغي { ليقضي الله أمراً كان مفعولاً } فعل ما فعل من التقليل { وإلى الله ترجع الأمور } فيه أن أحوال الدنيا غير مقصودة لذواتها . وإنما المراد منها ما يصلح أن يكون زاداً للمعاد .

/خ49