مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةٗ وَءَاوَيۡنَٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٖ ذَاتِ قَرَارٖ وَمَعِينٖ} (50)

{ وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءايَةً } تدل على قدرتنا على ما نشاء لأنه خلق من غير نطفة واحدة ، لأن الأعجوبة فيهما واحدة ، أو المراد وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها { وءاويناهما } جعلنا مأواهما أي منزلهما { إلى رَبْوَةٍ } شامي وعاصم . { رُبوة } غيرهما أي أرض مرتفعة وهي بيت المقدس أو دمشق أو الرملة أو مصر { ذَاتِ قَرَارٍ } مستقر من أرض مستوية منبسطة أو ذات ثمار وماء يعني أنه لأجل الثمار يستقر فيها ساكنوها { وَمَعِينٍ } وماء ظاهر جارٍ على وجه الأرض وهو مفعول أي مدرك بالعين بظهوره من عانه إذا أدركه بعينه ، أو فعيل لأنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهي المنفعة