بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةٗ وَءَاوَيۡنَٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٖ ذَاتِ قَرَارٖ وَمَعِينٖ} (50)

قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءايَةً } ، يعني : عبرة وعلامة لبني إسرائيل ، ولم يقل آيتين ؛ وقد ذكرناه . ثم قال : { وَآويناهما إلى ربوة } ، يعني : أنزلناهما إلى ربوة ، وذلك أنها لما ولدت عيسى عليه السلام هم قومها أن يرجموها ، فخرجت من بيت المقدس إلى أرض دمشق ، والربوة المكان المرتفع . { ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } ، يعني : أرضاً مستوية { وَمَعِينٍ } يعني : الماء الجاري الطاهر ، وهو مفعول من العين ، وأصله معيون ، كما يقال : ثوب مخيط ؛ وقال سعيد بن المسيب : الربوة هي دمشق ؛ ويقال : هي بيت المقدس ، لأنها أقرب إلى السموات من سائر الأرض ؛ ويقال : إنها الرملة وفلسطين . قرأ ابن عامر وعاصم { رَبْوَةٍ } بنصب الراء ، وقرأ الباقون بالضم ، ومعناهما واحد .