ثم أعلم بأنهم مع عبادتهم الأوثان مقرون بأن الله تعالى خلق السماوات والأرض بقوله { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله قُلْ أَفَرَايْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِىَ الله } بفتح الياء سوى حمزة { بِضُرٍّ } مرض أو فقر أو غير ذلك { هَلْ هُنَّ كاشفات ضُرِّهِ } دافعات شدته عني { أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ } صحة أو غنى أو نحوهما { هَلْ هُنَّ ممسكات رَحْمَتِهِ } { كاشفات ضُرّهِ } ، و { ممسكات رَحْمَتِهِ } بالتنوين على الأصل : بصري ، وفرض المسئلة في نفسه دونهم لأنهم خوفوه معرة الأوثان وتخبيلها ، فأمر بأن يقررهم أولاً بأن خالق العالم هو الله وحده ثم يقول لهم بعد التقرير : فإن أرادني خالق العالم الذي أقررتم به بضر أو برحمة هل يقدرون على خلاف ذلك ؟ فلما أفحمهم قال الله تعالى : { قُلْ حَسْبِىَ الله } كافياً لمعرة أوثانكم { عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المتوكلون } يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم فسكتوا فنزل { قُلْ حَسْبِىَ الله } ، وإنما قال { كاشفات } و { ممسكات } على التأنيث بعد قوله { وَيُخَوّفُونَكَ بالذين مِن دُونِهِ } لأنهن إناث وهن اللات والعزى ومناة ، وفيه تهكم بهم وبمعبوديهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.