بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (38)

قوله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله } فعل ذلك ، { قُلْ أَفَرَأيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله } يعني : ما تعبدون من دون الله من الآلهة ، { إِنْ أَرَادَنِي الله بِضُرّ } يعني : إنْ أصابني الله ببلاء ، ومرض في جسدي ، وضيق في معيشتي ، أو عذاب في الآخرة ، { هَلْ هُنَّ كاشفات ضُرّهِ } يعني : هل تقدر الأصنام على دفع ذلك عني ، { أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ } أي : بنعمة ، وعافية ، وخير ، { هَلْ هُنَّ ممسكات رَحْمَتِهِ } يعني : هل تقدر الأصنام على دفع تلك الرحمة عني . قرأ أبو عمر : { كَاشِفَاتٌ } . بالتنوين ، { ضُرَّهُ } : بالنصب ، { مُمْسِكَاتٌ } : بالتنوين ، { رَحْمَتَهُ } : بالنصب ، والباقون : بغير تنوين ، وكسر ما بعده على وجه الإضافة . فمن قرأ بالتنوين : نصب ضره ورحمته ، لأنه مفعول به . { قُلْ حَسْبِيَ الله } يعني : يكفيني الله من شر آلهتكم . ويقال : { حَسْبِي الله } يعني : أثق به { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي : فوضت أمري إلى الله ، { عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المتوكلون } أي : يثق به الواثقون . فأنا متوكل ، وعليه توكلت .