مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةٗ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةٗ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (121)

{ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً } في سبيل الله { صَغِيرَةً } ولو تمرة { وَلاَ كَبِيرَةً } مثل ما أنفق عثمان رضي الله عنه في جيش العسرة { وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا } أي أرضاً في ذهابهم ومجيئهم وهو كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذاً للسيل ، وهو في الأصل فاعل من «ودى » إذا سال ومنه الودْيُ ، وقد شاع في الاستعمال بمعنى الأرض { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } من الإنفاق وقطع الوادي { لِيَجْزِيَهُمُ الله } متعلق ب { كتَبَ } أي أثبت في صحائفهم لأجل الجزاء { أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي يجزيهم على كل واحد جزاء أحسن عمل كان لهم فيلحق ما دونه به توفيراً لأجرهم .