مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ٱلتَّـٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّـٰٓئِحُونَ ٱلرَّـٰكِعُونَ ٱلسَّـٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (112)

{ التائبون } رفع على المدح أي هم التائبون يعني المؤمنين المذكورين ، أو هو مبتدأ خبره { العابدون } أي الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة ، وما بعده خبر بعد خبر أي التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال . وعن الحسن : هم الذين تابوا من الشرك وتبرءوا من النفاق { الحامدون } على نعمة الإسلام { السائحون } الصائمون لقوله عليه السلام « سياحة أمتي الصيام » أو طلبة العلم لأنهم يسيحيون في الأرض يطلبونه في مظانه ، أو السائرون في الأرض للاعتبار { الركعون الساجدون } المحافظون على الصلوات { الآمرون بالمعروف } بالإيمان والمعرفة والطاعة { والناهون عَنِ المنكر } عن الشرك والمعاصي ودخلت الواو للإشعار بأن السبعة عقد تام ، أو للتضاد بين الأمر والنهي كما في قوله : { ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] { والحافظون لِحُدُودِ الله } أوامره ونواهيه ، أو معالم الشرع { وَبَشّرِ المؤمنين } المتصفين بهذه الصفات .