فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةٗ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةٗ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (121)

قوله : { وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً } معطوف على ما قبله : أي ولا يقع منهم الإنفاق في الحرب ، وإن كان شيئاً صغيراً يسيراً { وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا } وهو في الأصل كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذاً للسيل ، والعرب تقول : واد وأودية على غير قياس .

قال النحاس : ولا يعرف فيما علمت فاعل وأفعلة { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } أي : كتب لهم ذلك الذي عملوه من النفقة والسفر في الجهاد { لِيَجْزِيَهُمُ الله } به { أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي : أحسن جزاء ما كانوا يعملون من الأعمال ، ويجوز أن يكون في قوله : { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } ضمير يرجع إلى " عمل صالح " . وقد ذهب جماعة إلى أن هذه الآية منسوخة بالآية المذكورة بعدها ، وهي قوله : { وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً } فإنها تدل على جواز التخلف من البعض ، مع القيام بالجهاد من البعض ، وسيأتي .

/خ121