محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةٗ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةٗ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (121)

/ [ 121 ] { و لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون 121 } .

{ ولا ينفقون نفقة صغيرة } أي لا يشق مثلها { ولا كبيرة } مثل ما أنفق عثمان رضي الله عنه في غزوة تبوك ، وهو ألف دينار وثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها { ولا يقطعون واديا } في مسيرهم ، وهو كل منفرج ينفذ فيه السبيل . اسم فاعل من ( ودي ) إذا سال ، فهو السيل نفسه ، ثم شاع في محله ، ثم صار حقيقة في مطلق الأرض ، وجمعه ( أودية ) كناد ، بمجلس ، جمعه ( أندية ) ، وناج جمعه ( أنجية ) ولا رابع لها في كلام العرب { إلا كتب لهم } أي أثبت لهم به عمل صالح { ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون } أي ليجزيهم على كل عمل لهم ، كامل أو قاصر ، جزاء أحسن أعمالهم . أي فإذا مالوا بأنفسهم فاتهم ذلك ، وكانت المؤاخذة عليهم أشد .