جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةٗ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةٗ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (121)

{ ولا ينفقون نفقة } في سبيل الله ، { صغيرة ولا كبيرة } قليلا ولا كثيرا ، { ولا يقطعون } في سفرهم ، { واديا } ألرضا ، { إلا كتب لهم } أثبت لهم كل من الإنفاق والقطع ، { ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون } أي : يجزيهم جزاء أحسن من أعمالهم{[2112]} .


[2112]:قدمت الجملة السابقة وتأخرت الجملتان؛ لأنها أشق على النفس وأنكى على العدو وأعلى وأنيل أجرا؛ لأن هاتين المؤخرتين من خواص الأسفار لا اختصاص لهما بالغزو فأثبت لهما جزاء أحسن من العمل بخلاف الأول فإنهم وصلوا إلى أعلى رتبة الإيمان، وهي الإحسان ولما أعلم بما في الغزو من الأجر الجزيل وعلم أن الصحابة مولعون به صار مظنة أن لا يقف ولا يتوقف عند النبي – صلى الله عليه وسلم- إن جهز المسلمين إلى الغزو فقال: "وما كان المؤمنون" / وجيز.