محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ أُكُلُهَا دَآئِمٞ وَظِلُّهَاۚ تِلۡكَ عُقۡبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْۚ وَّعُقۡبَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ} (35)

/ [ 35 ] { * مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار 35 } .

{ مثل الجنة التي وعد المتقون } أي عن الكفر والمعاصي { تجري من تحتها الأنهار ، أكلها دائم وظلها . تلك عقبى الذين اتقوا ، وعقبى الكافرين النار }

في الآية وجوه من الإعراب :

( الأول ) : أن { مثل } مبتدأ خبره محذوف ، أي : فيما يقص ويتلى عليكم صفة الجنة ، وجملة { تجري } مفسرة أو مستأنفة استئنافا بيانيا أو حال من ضمير { وعد } أي : وعدها مقدرا جريان أنهارها . وهذا الوجه سالم من التكلف ، مع ما فيه من الإيجاز والإجمال والتفصيل . وقدر الخبر فيه مقدما لطول ذيل المبتدأ ، أو لئلا يفصل به بينه وبين ما تفسره ، أو ما هو كالمفسر له .

( الثاني ) : أن خبره { تجري } على طريقة قولك : صفة زيد أسمر قيل : هو غير مستقيم معنى ، لأنه يقتضي أن الأنهار في صفة الجنة . وهي فيها ، لا في صفتها . مع تأنيث الضمير العائد على المثل حملا على المعنى .

( الثالث ) : أن ثمة موصوفا محذوفا ، أي : مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار ، وقوله : { وظلها } مبتدأ محذوف الخبر أي : كذلك .