محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ} (58)

ثم أشار إلى شدة كراهتهم للإناث ، بما يمثل عظم تلك النسبة إلى الجناب الأقدس وفظاعتها ، بقوله سبحانه : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم } .

{ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه } ، أي : صار أو دام النهار كله . { مسودا } ، أي : متغيرا ، من الغم والحزن والغيظ والكراهة ، التي حصلت له عند هذه البشارة . وسواد الوجه وبياضه ؛ يعبر به عن المساءة والمسرة ، كناية أو مجازا . { وهو كظيم } ، أي : مشتد الغيظ على امرأته لأنه بزعمه ، حصل له منها ما يوجب أشد الحياء ، حتى أنه : { يتوارى من القوم } .