السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ} (58)

ثم إنه تعالى ذكر ، أنّ الواحد من هؤلاء المشركين ، لا يرضى بالولد البنت لنفسه ، فكيف يثبته لله تعالى ؟ فقال : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى } ، أي : أخبر بولادتها . { ظل وجهه } ، أي : صار ، أو دام النهار كله . { مسودًّا } ، من الكآبة والحياء من الناس ، واسوداد الوجه ، كناية عن الاغتمام والتخجيل ، كما أنّ بياض الوجه وإشراقه ، كناية عن الفرح والسرور . { وهو كظيم } ، أي : مملوء غيظاً على المرأة ، ولا ذنب لها بوجه ، والبشارة في أصل اللغة : الخبر الذي يغير البشرة ، من حزن أو سرور ، ثم خص في عرف اللغة بالسرور ، ولا يكون إلا بالخبر الأوّل ؛ فالمراد بالبشارة هنا : الإخبار كما مرّ . وقول الرازي : إنّ إطلاقه على الخير والشر ، داخل في التحقيق ، خلاف المشهور .