الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ} (58)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم } قال : هذا صنيع مشركي العرب ، أخبرهم الله بخبث صنيعهم . فأما المؤمن ، فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله له ، وقضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه . ولعمري ما ندري أنه خير ، لرب جارية خير لأهلها من غلام ، وإنما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه ، فكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : كانت العرب يقتلون ما ولد لهم من جارية ، فيدسونها في التراب وهي حية حتى تموت .