محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

26 – سورة الشعراء :

هي مكية ، إلا قوله تعالى {[1]} : { والشعراء يتبعهم الغاوون } إلى آخرها . وقوله {[2]} : { أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماؤا بني إسرائيل } فقد روي أنهما نزلتا بالمدينة ، وكان شعراؤه صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، حسان وكعب بن مالك وابن رواحة ، رضي الله عنهم .

وقال الداني : روي بسند صحيح أنها نزلت في شاعرين تهاجيا في الجاهلية ، مع كل واحد منهم جماعة . فالسورة على هذا كلها مكية . انتهى .

وقال المهايمي : سميت هذه السورة بها ، لاختصاصها بتمييز الرسل عن الشعراء ، لأن الشاعر ، إن كان كاذبا فهو رئيس الغواة لا يتصور منه الهداية ، وإن كان صادقا لا يتصور منه الافتراء على الله تعالى ، وهذا من أعظم مقاصد القرآن . انتهى .

يشير إلى أن ذكر الشعراء فيها ، لبيان أنهم في معزل عن الرسالة وتبرئة مقام الرسول صلوات الله عليه وسلامه ، عما افتروا عليه من أنه شاعر ؛ فالسورة على هذا كلها مكية ، ردا لفريتهم .

ولما كان لفظ ( الشعراء ) عاما ، جاز حمله على ما حكوه ، لشموله له ، لا أنه نزل فيه خاصة دون غيره . وسيأتي ، إن شاء الله تعالى ، إيضاح ذلك . وهي مئتان وسبع وعشرون آية . قال ابن كثير : وقع في تفسير مالك المروي عنه ، تسميتها ( الجامعة ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ طسم } سبق في سورة البقرة الأقوال في هذه الفواتح ، وأن الأكثر على أنها اسم للسورة ، فحمله الرفع على أنه خبر لمحذوف ، وهو أظهر من رفعه على الابتداء . أو النصب بتقدير : اقرأ ونحوه .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).