محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{تُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۖ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّۖ وَتَرۡزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (27)

( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )

( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ) أي تدخل أحدهما في الآخر ، إما بالتعقيب أو بالزيادة والنقص ( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ) كالحيوان من النطف والنطف منه ، والبيض من الطير وعكسه . وقيل : إخراج المؤمن من الكافر وبالعكس . قال القفال : والكلمة محتملة للكل ، أما الكفر والايمان فقال تعالى : ( أومن كان ميتا فأحييناه ) يريد كان كافرا فهديناه ، فجعل الموت كفرا والحياة ايمانا ، وسمى إخراج النبات من الأرض أحياء ، وجعلها قبل ذلك ميتة ، فقال : ( يحيي الأرض بعد موتها ) . وقال : ( فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها ) . وقال : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ، ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) . ( وترزق من تشاء بغير حساب ) أي رزقا واسعا غير محدود .