الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۖ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّۖ وَتَرۡزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (27)

قوله : ( تُولِجُ الليْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الليْلِ . . . )[ 27 ] .

قال ابن عباس : ما ينقص في ( ذا )( {[9716]} ) يزيد في ذا( {[9717]} ) .

ومعنى تولج : تدخل( {[9718]} ) .

قوله : ( وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) .

قال مجاهد : الإنسان الحي من النطفة الميتة ( ويخرج الميت من الحي ) : النطفة الميتة من الإنسان الحي( {[9719]} ) ، وكذلك قال : الضحاك والسدي : وقتادة وغيرهم( {[9720]} ) .

وقيل المعنى : يخرج النخلة من النواة ، والنواة من النخلة والسنبل من الحب والحب من السنبل ، والبيض من الدجاج والدجاج من البيض ، قال ذلك عكرمة والسدي( {[9721]} ) .

وقال الحسن : معنا : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن( {[9722]} ) روي ذلك عن ابن مسعود ورفعه( {[9723]} ) الزهري( {[9724]} ) إلى النبي صلى الله عليه وسلم( {[9725]} ) .

فالمؤمن حي القلب والكافر ميت القلب( {[9726]} ) .

قوله : ( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي : ليس يخاف نقصاً فيخرج الأشياء بالحساب والتحصيل .


[9716]:- ساقط من (د).
[9717]:- انظر: جامع البيان 3/223، والدر المنثور 2/173.
[9718]:- انظر: العمدة 98، والمفردات: 569.
[9719]:- انظر: تفسير مجاهد 1/124 وانظر: جامع البيان 3/223.
[9720]:- انظر: جامع البيان 3/223-224 والدر المنثور 2/173-174.
[9721]:- انظر: المصدر السابق.
[9722]:- انظر: المصدر السابق.
[9723]:- (أ) وروى ذلك عن الزهري.
[9724]:- هو أبو بكر محمد بن شهاب الزهري توفي 124 هـ، تابعي، أحد أئمة الفقه والحديث روى عنه مالك والأوزاعي، انظر: تاريخ الثقات 412 وطبقات الشيرازي 47، والتهذيب 9/445.
[9725]:- ورد هذا القول في حق خالدة بنت الأسود وكانت امرأة صالحة وأبوها كافر، انظر: طبقات ابن سعد 8/181 والإصابة 4/271.
[9726]:- انظر: مجاز القرآن 1/90.