محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَـَٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (38)

ولما بين تعالى أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم ، أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل ، وما يجب أن يترك ، بقوله :

{ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } أي من البر والصلة . واستدل به أبو حنيفة رحمه الله على وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب . لأن ( آت ) أمر للوجوب . والظاهر من ( الحق ) بقرينة ما قبله أنه مالي ، وهو استدلال متين { وَالْمِسْكِينَ } وهو الذي لا شيء له ينفق عليه . أو له شيء لا يقوم بكفايته { وَابْنَ السَّبِيلِ } أي السائل فيه ، والذي انقطع به . وحقهما هو نصيبهما من الصدقة والمواساة { ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ } أي النظر إليه يوم القيامة . وهو الغاية القصوى . أو يريدون ذاته بمعروفهم لا رياء ولا سمعة . ولا مكافأة يد . كما قال تعالى {[6074]} : { الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي في الدنيا والآخرة


[6074]:(92 الليل 18 – 20).