اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ} (59)

قوله : { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ } . الظاهر أنَّ جواب " لَوْ " محذوفٌ ، تقديره : لكان خيراً لهم .

وقيل : جوابها " وقالوا " ، والو مزيدةٌ ، وهذا مذهبُ الكوفيين . والمعنى { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ } ما نحتاج إليه { إِنَّآ إِلَى الله رَاغِبُونَ } في أن يوسع علينا من فضله ، فيغنينا عن الصدقة وغيرها من أموال الناس ، وقوله : " سيؤتينا " و{ إنا إلى الله راغبون } هاتانِ الجملتان كالشَّرح لقولهم : " حَسبُنَا اللهُ " ، فلذلك لم يتعاطفا ، لأنَّهُمَا كالشَّيء الواحد ، فشدَّة الاتصال منعت العطف .