{ فأثرن به نقعا } أي فأهجن بذلك الوقت غبارا ، من الإثارة وهي التهييج وتحريك الغبار ونحوه ليرتفع ، والنقع الغبار كما ذكرنا ، وورد بمعنى الصياح ، فجوز إرادته هنا بمعنى صياح من هجم عليه ، وأوقع به ، لا صياح المغير المحارب ، وإن جاز على بعد فيه ، أي هيجن الصياح بالإغارة على العدو . وضمير { به } للوقت ، والباء ظرفية ، وفيه احتمالات أخر ككونه للعدو أو للإغارة لتأويلها بالجري ، فالباء سببية ، أو للملابسة ، ويجوز كونها ظرفية أيضا ، والضمير للمكان الدال عليه السياق ، للعلم بأن الغبار لا يثار إلا من موضع ، وهو الذي اختاره ابن جرير .
قال الشهاب : وذكر إثارة الغبار للإشارة إلى شدة العدو ، وكثرة الكر والفر ، وتخصيص الصبح لأن الغارة كانت معتادة فيه ، أي لمباغتته العدو ، والغبار إنما يظهر نهارا . و ( أثرن ) معطوف على ما قبله .
قال الناصر : وحكمة الإتيان بالفعل معطوفا على الاسم -الذي هو العاديات ، أو ما بعده- لأنها أسماء فاعلين تعطي معنى الفعل ، وحكمة مجيء هذا المعطوف فعلا عن اسم فاعل تصوير هذه الأفعال في النفس ، فإن التصوير يحصل بإيراد الفعل بعد الاسم لما بينهما من التخالف ، وهو أبلغ من التصوير بالأسماء المتناسقة ، وكذلك التصوير بالمضارع بعد الماضي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.