تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

ما يفتح الله : ما يعطي الله .

وبعد أن يقرر الله تعالى أنه على كل شيء قدير ، يوضح هنا أن كل شيء في هذا الكون بيده ، يتصرف فيه كيف يشاء ، فحين يفتح الله أبواب رحمته للناس لا يستطيع أحدٌ إغلاقها ، ومتى أَمسكها فلا أحد يستطيع فتحها ، فمفاتيحُ الخير ومغاليقه كلها بيده سبحانه وتعالى ، { وَهُوَ العزيز الحكيم } صاحب العزة والسلطان والحكمة .

روى ابن المنذر عن عامر بن عبد القيس ، قال : أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتُهن فما أبالي ما أُصبح عليه وأمسي :

1 - ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل لها من بعده .

2 - وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، وإن يردْك بخير فلا رادّ لفضله . . . . يونس : 107

3 - سيجعل اللهُ بعد عسرٍ يسراً . . . . الطلاق 7 .

4 - وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها . . . هود 6

وهذا يعني أن عامر بن عبد القيس كان يقرأ هذه الآيات ويستأنس بها ويعمل بها .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

شرح الكلمات :

{ وما يمسك } : أي الله من الرحمة فلا أحد يرسلها غيره سبحانه وتعالى .

{ وهو العزيز الحكيم } : أي الغالب على أمره الحكيم في تدبيره وصنعه .

المعنى :

وقوله تعالى { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } يخبر تعالى أن مفاتيح كل شيء بيده فما يفتحُ للناس من أرزاق وخيرات وبركات لا يمكن لأحد من خلقه أن يمسكها دونه وما يمسك من ذلك فلا يستطيع أحد من خلقه أن يرسله ، وهو وحده العزيز الغالب على أمره ومراده فلا مانع لما أعطى ولا راد لما قضى الحكيم في صنعه وتدبير خلقه .

الهداية :

من الهداية :

- وجوب اللجوء إلى الله تعالى في طلب الخير ودفع الضر فإنه بيده خزائن كل شيء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

قوله تعالى : " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " وأجاز النحويون في غير القرآن " فلا ممسك له " على لفظ " ما " و " لها " على المعنى . وأجازوا " وما يمسك فلا مرسل لها " وأجازوا " ما يفتح الله للناس من رحمة " ( بالرفع ) تكون " ما " بمعنى الذي . أي إن الرسل بعثوا رحمة للناس فلا يقدر على إرسالهم غير الله . وقيل : ما يأتيهم به الله من مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه ، وما يمسك من ذلك فلا يقدر أحد على أن يرسله . وقيل : هو الدعاء : قاله الضحاك . ابن عباس : من توبة . وقيل : من توفيق وهداية .

قلت : ولفظ الرحمة يجمع ذلك إذ هي منكرة للإشاعة والإبهام ، فهي متناولة لكل رحمة على البدل ، فهو عام في جميع ما ذكر . وفي موطأ مالك : أنه بلغه أن أبا هريرة كان يقول إذا أصبح وقد مطر الناس : مطرنا بنوء الفتح ، ثم يتلو هذه الآية " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " . " وهو العزيز الحكيم " تقدم{[13097]} .


[13097]:راجع ج 2 ص 131.