قوله : { مِن رَّحْمَةٍ } : تبيينٌ أو حالٌ مِنْ اسمِ الشرطِ ، ولا يكون صفةً ل " ما " ؛ لأنَّ اسمَ الشرط لا يُوْصَفُ . قال الزمخشري : " وتنكيرُ الرحمة للإِشاعةِ والإِبهامِ ، كأنه قيل : أيَّ رحمةٍ كانت سماويةً أو أرضيَّةً " . قالَ الشيخ : " والعمومُ مفهومُ من اسمِ الشرطِ و " مِنْ رحمة " بيانٌ لذلك العامِّ من أي صنف هو ، وهو مِمَّا اجْتُزِئَ فيه بالنكرة المفردة عن الجمعِ المعرَّفِ المطابِقِ في العمومِ لاسمِ الشرطِ ، وتقديرُه : مِنَ الرَّحَمات . و " من " في موضع الحال " . انتهى .
قوله : " وما يُمْسِكْ " يجوز أَنْ يكونَ على عمومه ، أي : أيَّ شيءٍ أَمْسَكه ، مِنْ رحمةٍ أو غيرِها . فعلى هذا التذكيرُ في قوله : / " له " ظاهرٌ ؛ لأنه عائدٌ على ما يُمْسِك . ويجوزُ أَنْ يكونَ قد حُذِفَ المبيَّن من الثاني لدلالةِ الأولِ عليه تقديرُه : وما يُمْسِكْ مِنْ رحمةٍ . فعلى هذا التذكيرُ في قولِه : " له " على لفظِ " ما " وفي قولِه أولاً { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } التأنيثُ فيه حُمِل على معنى " ما " ، لأنَّ المرادَ به الرحمةُ فحُمِل أولاً على المعنى ، وفي الثاني على اللفظِ . والفتحُ والإِمساكُ استعارةٌ حسنةٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.