التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } الفتح عبارة عن العطاء والإمساك عبارة عن المنع ، والإرسال الإطلاق بعد المنع والرحمة ، كل ما يمن الله به على عباده من خيري الدنيا والآخرة فمعنى الآية : لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله .

فإن قيل : لم أنث الضمير في قوله : { فلا ممسك لها } وذكره في قوله : { فلا مرسل له } وكلاهما يعود على ما الشرطية ؟ فالجواب : أنه لما فسر من الأولى بقوله : { من رحمة } أنثه لتأنيث الرحمة ، وترك الآخر على الأصل من التذكير .

{ من بعده } أي : من بعد إمساكه .