الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ما يفتح الله للناس . . . . } قال : ما يفتح الله للناس من باب توبة { فلا مرسل له من بعده } وهم لا يتوبون .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده } يقول { ليس لك من الأمر شيء } [ آل عمران : 128 ] .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ما يفتح الله للناس من رحمة } أي من خير { فلا ممسك لها } قال : فلا يستطيع أحد حبسها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } قال : المطر .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب قال : سمعت مالكاً يحدث أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أصبح في الليلة التي يمطرون فيها وتحدث مع أصحابه قال : مطرنا الليلة بنوء الفتح ، ثم يتلو { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } .

وأخرج ابن المنذر عن عامر بن عبد قيس رضي الله عنه قال : أربع آيات من كتاب الله ، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وأمسي { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده } { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله } [ الأنعام : 17 ] و { سيجعل الله بعد عسر يسراً } [ الطلاق : 7 ] { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] .

وأخرج ابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كان عروة يقول في ركوب المحمل : هي والله رحمة فتحت للناس ، ثم يقول { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } .