تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

أقيموا الدين : حافظوا عليه وثبتوا دعائمه .

ولا تتفرقوا فيه : لا تختلفوا فيه .

كبُرَ على المشركين : عظُم وشقّ عليهم .

يجتبي : يصطفي .

ثم بين الله تعالى بعد ذلك أنه شَرَعَ لكم ما شرع للأنبياء قبلكم ، ديناً واحداً في الأصول هو التوحيد ، والتقرب بصالح الأعمال ، و الكف عن المحارم وإيذاء الخلق . . لكنّ المشركين كَبُرَ عليهم دعوتُهم إلى التوحيد وتركِ الأنداد والأوثان ، ولذلك أوصى الله المؤمنين أن يقيموا الدين بإعطائه حقه ، وأن لا يختلفوا ولا يتفرقوا فيه ، وقد هداهم إلى ذلك لأنه اصطفاهم من بين خلقه ، فالله سبحانه يصطفي من يشاء ، ويوفّق للإيمان وإقامة الدين من يرجع إليه .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

شرح الكلمات :

{ ما وصى به نوحاً والذي أوحينا } : أي شرع لكم من الدين الذي وصى به نوحا { والذي أوحينا إليك } به إليك .

{ وما وصينا به إبراهيم وموسى } : أي والذي وصينا باقي أولى العزم وهم { إبراهيم وموسى وعيسى } وهو أن يعبدوا الله وحده بما شرع من العبادات .

{ أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } : أي بأن أقيموا الدين الذي شرع لكم ولا تضيعوه ولا تختلفوا فيه .

{ كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } : أي عظم على كفار قريش ما تدعوهم إليه وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله .

{ الله يجتبي إليه من يشاء } : أي يختار إلى الإِيمان به والعمل بطاعته من يريده لذلك .

{ ويهدي إليه من ينيب } : أي ويوفق لطاعته من ينيب إليه في أموره ويرجع إليه في جميع شأنه ، بخلاف المعرضين المستكبرين .

المعنى :

يخاطب تعالى رسوله والمؤمنين فيقول وقوله الحق : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً } إذ هو أول حامل شريعة من الرسل والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى } من أولى العزم من الرسل { أن أقيموا الدين } وهو دين واحد قائم على الإِيمان والتوحيد والطاعة لله في أمره ونهيه وإقامة ذلك بعدم التفريط فيه أو في شيء منه ، وعدم التفرق فيه ، لأن التفرق فيه بسبب تضيعه كلا أو بعضاً .

وقوله تعالى : { كبر على المشركين من كفار قريش ما تدعوهم إليه } أي عظم عليهم ولم يطيقوا حمله ما تدعوهم إليه من عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام ، إذاً فادعهم واصبر على أذاهم والله يجتبي إليه يختار للإِيمان به وعبادته من يشاء ممن لا يصرون على الباطل ، ولا يستكبرون عن الحق إذا عرفوه ، ويهدى إليه أي ويوفق لطاعته مَنْ مِنْ شأنه الإِنابة والرجوع إلى ربّه في أموره كلها .

الهداية :

من الهداية :

- دين الله واحد وهو الإِيمان والاستقامة على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

- حرمة الاختلاف في دين الله المسبب تضييع الدين كلا أو بعضا .