الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

قوله : { أَنْ أَقِيمُواْ } : يجوز فيها أوجهٌ ، أحدُها : أَنْ تكونَ مصدريةً في محلِّ رفعٍ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ تقديرُه : هو أَنْ أَقيموا أي : الدينُ المشروعُ توحيدُ الله تعالى . الثاني : أنها في محلِّ نصبٍ بدلاً من الموصولِ كأنَّه قيل : شَرَعَ لكم توحيدَ الله تعالى . الثالث : أنَّها في محلِّ جرٍّ بدلاً من الدين . الرابع : أنَّها في محلِّ جَرٍّ أيضاً بدلاً من الهاء . الخامس : أَنْ تكونَ مُفَسِّرةً ؛ لأنها قد تقدَّمها ما هو بمعنى القول .