تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

قوله :{ شرع لكم من الدين } ، يقول : بين لكم ، ويقال : سن لكم آثار الإسلام ، والمن هاهنا صلة ، ك { ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك } ، فيه تقديم ، { وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين } ، يعني التوحيد ، { ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين } ، يقول : عظم على مشركي مكة ، { ما تدعوهم إليه } يا محمد ؛ لقولهم :{ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } [ ص :5 ] ، يعني التوحيد ، ثم اختص أولياءه ، فقال :{ الله يجتبي إليه } ، يقول : يستخلص لدينه ، { من يشاء و } هو { ويهدي إليه } إلى دينه ، { من ينيب } آية ، يعني من يراجع التوبة .