وقوله سبحانه : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحاً } الآية ، المعنى : شرع لكم وبَيَّنَ مِنَ المعتقدات والتوحيدِ ما وصى به نوحاً قَبْلُ .
وقوله : { والذي } عطف على { مَا } ، وكذلك ما ذكر بَعْدُ مِنْ إقامة الدِّينِ مشروعٌ اتفقت النُّبُوَّاتُ فِيهِ ؛ وذلك في المعتَقَدَاتِ ، وأَمَّا الأحكامُ بانفرادها فَهِيَ في الشرائعِ مختلفةٌ ، وهي المرادُ في قوله تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومنهاجا } [ المائدة : 48 ] وإقامة الدين هو توحيدُ اللَّهِ ورَفْضُ سِوَاهُ .
وقوله تعالى : { وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ } : نَهْيٌ عن المُهْلَكِ مِنْ تفرُّق الأنحاء والمذاهب ، والخيرُ كُلُّه في الأُلْفَةِ واجتماع الكلمة ، ثم قال تعالى لنبيِّه عليه السلام : { كَبُرَ عَلَى المشركين مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } : من توحيد اللَّه ورَفْضِ الأوثان ؛ قال قتادة : كَبُرَ عليهم لا إله إلا اللَّه وأبى اللَّه إلاَّ نَصْرها ، ثم سَلاَّه تعالى عنهم بقوله : { الله يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ } الآية ، أي : يختار ويصطفي ؛ قاله مجاهد وغيره و{ يُنِيبُ } يرجع عنِ الكُفْرِ ويحرص على الخير ويطلبه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.