تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

ضللنا في الأرض : معناه هنا غبنا فيها .

بعد أن بيّن الله فائدة رسالة النبي الكريم ، والخلقَ ، ووحدانيته تعالى ، وتدبيره لهذا الكون ذكر هنا اعتراضَ المشركين وعدم إيمانهم بالبعث ، وقولهم أئذا متنا وتحلّلت أجسادنا فصارت ترابا وغبنا في هذه الأرض أسنُخلق من جديد ! ؟ إن هؤلاء المشركين ينكرون كل شيء فهم بلقاء ربهم يجحدون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

{ 10 - 11 } { وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }

أي : قال المكذبون بالبعث على وجه الاستبعاد : { أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ } أي : بَلِينَا وتمزقنا ، وتفرقنا في المواضع التي لا تُعْلَمُ .

{ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي : لمبعوثون بعثًا جديدًا بزعمهم أن هذا من أبعد الأشياء ، وذلك لقياسهم قدرة الخالق ، بقدرهم .

وكلامهم هذا ، ليس لطلب الحقيقة ، وإنما هو ظلم ، وعناد ، وكفر بلقاء ربهم وجحد ، ولهذا قال : { بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُون } فكلامهم علم{[680]}  مصدره وغايته ، وإلا ، فلو كان قصدهم بيان الحق ، لَبَيَّنَ لهم من الأدلة القاطعة على ذلك ، ما يجعله مشاهداً للبصيرة ، بمنزلة الشمس للبصر .

ويكفيهم ، أنهم معهم علم أنهم قد ابتدئوا من العدم ، فالإعادة أسهل من الابتداء ، وكذلك الأرض الميتة ، ينزل اللّه عليها المطر ، فتحيا بعد موتها ، وينبت به متفرق بذورها .


[680]:- كذا في: ب، وفي أ: ظلم، ولعل الصواب ما أثبته.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

قوله تعالى : { وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ( 10 ) قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } .

يتساءل المشركون الضالون ، على سبيل التكذيب والاستبعاد قائلين : أئذا متنا ، وتمزقت أجسادنا ، وصرنا ترابا ، واختلطت أعضاؤنا وأجزاؤنا بتراب الأرض فغبنا فيها متفرقين { أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } يعني أنبعث خلقا جديدا بعد أن تبعثرت أجسادنا وصرنا ترابا ؟ ! وهذه مقالة المشركين المرتابين يرددونها في كل زمان ، سواء في الزمن الغابر ، إذ الجهالة والضلالة والسفه يغشى عقول الجاحدين ويضلهم ضلالا . أو في الأزمنة المتعاقبة الأخرى ؛ إذ اللهو والغرور والانغماس في الشهوات والملذات والانشداد اللهوي الذي أفسد الفطرة ، واستحوذ على القلوب والعقول جميعا . أولئك جميعا ينظرون إلى الساعة بمنظار الريبة والإهمال ليبوءوا أخيرا بالويل والخسران في الدارين ، دار الدنيا ودار الآخرة .

قوله : { بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } أضرب عن ذكر كفرهم بالبعث إلى ما هو أفظع وأشد وهو كفرهم بكل أحداث العاقبة وليس البعث وحده .