قوله : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } قرأ حمزة «أُخْفِي » فعلاً مضارعاً{[42863]} مسنداً لضمير المتكلم فلذلك سكنت ياؤه ( لأنه ){[42864]} مرفوع ، ويؤيده{[42865]} قراءة ابن مسعود : «مَا نُخْفِي » بنون العظمة{[42866]} ، والباقون «أُخِفِيَ » ماضياً مبنياً{[42867]} للمفعول ، ( فَمِن ){[42868]} ثمَّ فُتِحَتْ ياؤه ، وقرأ محمد بن كعب{[42869]} «أَخْفَى » ماضياً مبنياً{[42870]} للفاعل ، وهو اللَّهُ تعالى ، يؤيدها قراءة الأعمش و [ «مَا ]{[42871]} أَخْفَيْتُ »{[42872]} مسنداً للمتكلم . و «ما » يجوز أن تكون موصولة أي لا يعلم الذي أخفاه الله ، وفي الحديث : «مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ »{[42873]} وأن تكون استفهامية{[42874]} معلقة «لتَعْلَمَ » فإن كانت متعدية لاثنين سدت مسدهما أو لواحد سدت مسده .
قوله : { مِّنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } قرأ عبد الله ، وأبو الدرداء وأبو هريرةَ «من قُراتِ أَعْيُنٍ » جمعاً{[42875]} بالألف والتاء ، و «جزاءً » مفعولٌ له ، أو مصدر{[42876]} مؤكد لمعنى الجملة قبله ، إذا كانت «ما » استفهامية فعلى قراءة ( مَنْ{[42877]} قرأ ما ) بعدها فعلاً ماضياً يكون في محل رفع بالابتداء ، والفعل بعدها الخبر ، وعلى قراءة من قرأ مضارعاً يكون مفعولاً مقدماً{[42878]} و «مِنْ قُرَّةِ » حال{[42879]} من «ما » والمعنى مَا يُقِرُّ الله به أعينهم { جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قال ابن عباس{[42880]} : هذا مما لا تفسير له .
قال بعضهم{[42881]} : أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.