تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (17)

الآية 17 وقوله تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ أنه ]( {[16408]} ) قال : ( قال ربكم : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) [ البخاري 3244 ] هذا علم( {[16409]} ) النفس : أنها لا تعلم أمثال( {[16410]} ) ما أحست ، وعاينت ، وشاهدت . فأما العقل فإنه جائز أن يعلم ، ويخطر ما لم ير له مثالا ، والله أعلم .

وعلى قول المعتزلة : يدعون ربهم أمنا وإياسا لا على الخوف والطمع على ما ذكر ، لأنهم ، لا يخلو ، وإما أن يكونوا أصحاب الصغائر أو أصحاب الكبائر . فإن كانوا أصحاب الصغائر فهم آمنوا على قولهم : [ إنه لا يسع ]( {[16411]} ) له أن يعذب على الصغيرة على قولهم . وأصحاب الكبائر هم آيسون من رحمته ، إذ لا يسع [ له أن يغفر لهم ]( {[16412]} ) على قولهم . فقولهم مخالف لظاهر الآية .

قال أبو عوسجة : { تتجافى جنوبهم } أي لا يضعونها بالأرض ، يقال : تجافى جنبي إذا لم يضطجع ، ولم ينم ، وجافيت جنبي ، أي لم ألزقه في الأرض .

وقال القتبي : { تتجافى جنوبهم } أي ترتفع عن الأرض( {[16413]} ) .


[16408]:ساقطة من الأصل وم.
[16409]:في الأصل وم: عمل.
[16410]:في الأصل وم: الأمثال.
[16411]:في الأصل: لأنه لا يسمح، في م: لأنه لا يسع.
[16412]:في الأصل وم: أن يغفر.
[16413]:أدرج بعدها في الأصل وم: و {نزلا} [السجدة: 19] من النزول، والنزول ما يجعل للرجل ما يأكله، وينفقه.