قوله تعالى : " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه " الأكنة جمع كنان وهو الغطاء . وقد مضى في " البقرة " {[13411]} . قال مجاهد : الكنان للقلب كالجنة للنبل . " وفي آذاننا وقر " أي صمم ، فكلامك لا يدخل أسماعنا ، وقلوبنا مستورة من فهمه . " ومن بيننا وبينك حجاب " أي خلاف في الدين ، لأنهم يعبدون الأصنام وهو يعبد الله عز وجل . قال معناه الفراء وغيره . وقيل : ستر مانع عن الإجابة . وقيل : إن أبا جهل استغشى على رأسه ثوبا وقال : يا محمد بيننا وبينك حجاب . استهزاء منه . حكاه النقاش وذكره القشيري . فالحجاب هنا الثوب . " فاعمل إننا عاملون " أي اعمل في هلاكنا فإنا عاملون في هلاكك . قاله الكلبي . وقال مقاتل : اعمل لإلهك الذي أرسلك ، فإنا نعمل لآلهتنا التي نعبدها . وقيل : اعمل بما يقتضيه دينك ، فإنا عاملون بما يقتضيه ديننا . ويحتمل خامسا{[13412]} : فاعمل لآخرتك فإنا نعمل لدنيانا . ذكره الماوردي .
قوله : { وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } { أكنّة } يعني أغطية والواحد ، كنان . كنَّ الشيء أي ستره وصانه من الشمس . وأكنّهُ في نفسه أي أسرَّهُ . واكتنَّ واستكنَّ بمعنى استتر . {[4043]}
قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا القرآن : { قُلُوبُنا غُلْفٌ } أي في غلاف فهي مغطاة لا يصل إليها كلامك ولا نفقه ما تقول { وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ } أي صمم ، أو ثقل فلا نسمع ما تدعونا إليه ، وذلك لفرط كراهيتهم للحق ونفورهم من عقيدة التوحيد .
قوله : { وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } أي بيننا وبينك ساتر أو مانع يحول دون تلاقينا أو اجتماعنا معا . والمراد بالحجاب ، اختلافهم في الدين ، فدينُ رسول الله صلى الله عليه وسلم التوحيد الخالص لله ، وإفراد الله وحده بالإلهية والعبادة والإذعان ، ودين الكافرين الإشراك بالله واتخاذ الآلهة الموهومة المفتراة أربابا من دون الله .
قوله : { فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } أي اعمل على طريقتك ونحن نعمل على طريقتنا . أو اعمل بما يقتضيه دينك فإنا عاملون بما يقتضيه ديننا{[4044]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.